"الولادة من جديد_ Renaissance "
الرينسانس أو النهضة الأوروبية (Renaissance) هي فترة تاريخية شهدت تحولات جذرية في الفنون والعلوم والثقافة الأوروبية.
تمتد هذه الفترة من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر، حيث كانت البداية في إيطاليا وانتشرت بعدها إلى باقي أنحاء أوروبا. تعتبر النهضة من أكثر الفترات تأثيراً في التاريخ الغربي، حيث تمثل جسراً بين العصور الوسطى والعصر الحديث.
معنى الرينسانس (Renaissance)
الرينسانس (Renaissance) هي كلمة فرنسية تعني "الولادة من جديد"، وهي تشير إلى إحياء الأدب والفنون والعلوم المستوحاة من الحضارة الإغريقية والرومانية القديمة. شهدت هذه الفترة تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب والفنون والهندسة المعمارية والفلسفة والعلوم. كان هذا العصر بمثابة انفجار للإبداع والابتكار، حيث بدأ الناس ينظرون إلى العالم بطرق جديدة ويكتشفون إمكانيات جديدة.
:- متى بدأ الرينسانس (Renaissance) في أوروبا؟
بدأت النهضة الأوروبية (Renaissance) في إيطاليا في أواخر القرن الرابع عشر، وتحديدًا في فلورنسا، وهي المدينة التي كانت تعتبر مركزًا ثقافيًا وتجاريًا هامًا، من هناك انتشرت الأفكار الجديدة بسرعة إلى باقي المدن الإيطالية مثل روما والبندقية.
و بحلول القرن السادس عشر، كانت حركة النهضة قد امتدت إلى باقي أنحاء أوروبا، بما في ذلك فرنسا وإنجلترا وألمانيا وهولندا.
:- مارتن لوثر كقائد للتغيير.
وكان مارتن لوثر هو أحد الشخصيات البارزة التي أثرت بشكل كبير في تاريخ أوروبا خلال عصر النهضة (Renaissance).
ولد مارتن لوثر في عام 1483 في ألمانيا، وكان راهبًا وعالمًا لاهوتيًا.
لوثر هو مؤسس الحركة البروتستانتية، التي كانت تهدف إلى إصلاح الكنيسة الكاثوليكية.
:- بداية الحركة الإصلاحية.
في عام 1517، نشر مارتن لوثر "الأطروحات الخمس والتسعين"، وهي وثيقة تنتقد ممارسات الكنيسة الكاثوليكية، مثل بيع صكوك الغفران..
كانت هذه الوثيقة بمثابة الشرارة التي أشعلت الثورة الإصلاحية، وأدت إلى انقسام الكنيسة المسيحية إلى كاثوليكية وبروتستانتية.
"تأثير مارتن لوثر"
1:- إصلاح الكنيسة: كان تأثير لوثر كبيرًا على الكنيسة والمجتمع الأوروبي، حيث أدت أفكاره إلى إصلاحات جوهرية في الدين المسيحي. ركز لوثر على فكرة أن الإيمان وحده هو السبيل للخلاص، وليس الأعمال أو الطقوس الدينية.
2:- ترجمة الكتاب المقدس: قام لوثر بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية، مما جعل النصوص الدينية متاحة للجميع، وساهم في نشر التعليم والمعرفة.
3:- التعليم والتعلم: شجع لوثر على التعليم ونشر المعرفة بين الناس، وكان يؤمن بأن لكل فرد الحق في فهم الدين من خلال القراءة والدراسة.
4:- الحرية الدينية: قدم لوثر مفاهيم جديدة حول الحرية الدينية وحق الفرد في اختيار معتقداته الدينية، مما أسهم في تعزيز حقوق الإنسان والحرية الفردية في أوروبا.
ويمكن القول إن عصر النهضة (Renaissance) ومارتن لوثر لعبا دورًا كبيرًا في تشكيل التاريخ الأوروبي، حيث جلبت النهضة تجديدًا فكريًا وثقافيًا كبيرًا، بينما قدمت حركة لوثر الإصلاحية تغييرات جذرية في الدين والمجتمع..شكلت هذه الفترات الأساسية نقطة تحول في التاريخ الأوروبي، ومهدت الطريق للتقدم والابتكار الذي نراه اليوم..
منال صادق.