✍️ بقلم: د.رشا ربيع الجزار
باحث أكاديمي في التربية البيئية – كلية التربية – جامعة الفيوم
في لحظة قد تبدو عادية، يفتح المواطن نافذته في الصباح فيرى لونًا مختلفًا في السماء، أو يلتقط أنفه رائحة غريبة... دون أن يدرك أن ما يراه ويشعر به هو نذير خطر بيئي قادم بصمت.
تزامنًا مع تزايد الكوارث المناخية عالميًا، والتطور السريع في استخدام الأسلحة والصناعات الثقيلة، بدأت مصر في تفعيل شبكات الإنذار المبكر والرصد الإشعاعي، كخط دفاع حيوي لحماية المواطن من أي مخاطر بيئية مفاجئة، سواء كانت إشعاعية أو كيميائية أو ناتجة عن تغيرات مناخية حادة.
لكن... ما مدى وعينا نحن كمجتمع بهذه الخطوات؟
وهل نعرف كيف نتصرف في حالة صدور تنبيه؟
لا يمكن الحديث عن الأمن البيئي دون الحديث عن وعي المواطن.
الرصد وحده لا يكفي، ما لم يكن هناك فهم شعبي لما يحدث في السماء وما يصل إلى رئتينا من هواء قد يكون مشبعًا بالملوثات.
نحن نعيش اليوم في زمن أصبحت فيه الكوارث البيئية متكررة، ومتقلبة، وغير متوقعة.
سواء كانت حرائق، أو فيضانات، أو تسريبات إشعاعية، فإن سرعة الاستجابة تبدأ من الوعي، والتثقيف، والمشاركة المجتمعية.
ومن هنا تبرز أهمية التثقيف البيئي، ليس فقط في المدارس، بل في الإعلام، والمنزل، ومواقع التواصل الاجتماعي. فكل فرد أصبح مسؤولًا، وكل بيت بحاجة إلى قدر من الوعي البيئي يضمن له السلامة حين تأتي اللحظة.
نحن لسنا بعيدين عن الخطر... بل في قلبه.
فلنكن على قدر المسؤولية.