فقدان الهوية البصرية… بداية الاغتراب
حين تبدأ الشعوب بفقدان رموزها البصرية، فإنها تفقد معها قدرتها على التميّز والتمييز. وعندما تتنازل العمارة عن جذورها، تتحوّل إلى نسخ مستوردة بلا روح، تنقلنا من الأصالة إلى التكرار العقيم.
موقف الفنان ابراهيم عبدالعزيز المحارب: من النظرية إلى الفعل
في هذا المفترق، وُلد موقف الفنان ابراهيم عبدالعزيز المحارب، المصمم المعماري الذي لم يكن يرى التصميم كمجرد خطوط على ورق، بل كموقف وجداني ينبض بالمسؤولية تجاه التراث. رأى في دخول العناصر الرومانية والإغريقية إلى البيوت النجدية تهديدًا مباشرًا للهوية البصرية.
العمود… بداية معركة الهوية عند ابراهيم المحارب
العمود الروماني ليس مجرد عنصر معماري، بل هو رمز حضاري غريب عن بيئتنا. من هنا، بدأ ابراهيم المحارب معركته من الجذور: من العمود.
البحث عن عمود نجدي خالص
تساءل: "ماذا لو كان لنجد عمود خاص بها؟" عمود لا يُشبه الروماني أو الفارسي، بل يولد من روح البيئة السعودية، من النخلة والسدو، من زخارف المجالس وشقوق الطين. هكذا بدأ الفنان ابراهيم عبدالعزيز المحارب التجريب، والاسكتشات، والحوار مع الماضي.
تشكيل هوية جديدة عبر العمود النجدي
تحوّل العمود إلى بيان بصري، لا مجرد عنصر إنشائي. كان مستوحًى من الجص المحلي، من المساجد النجدية، ومن الخشب النجدي. عمودٌ يعكس الفكر قبل الزخرفة.
المواد والإضاءة: لغة التصميم عند ابراهيم عبدالعزيز المحارب
يعلم ابراهيم عبدالعزيز المحارب أن المواد تتحدث. كل خامة تحكي قصة. الحجر النجدي، والخشب المحلي، والحديد المطروق... كلها تشكّل قاموسه البصري. حتى الضوء، لديه وظيفة إنشائية لا جمالية فقط، يجب أن يُنير برقة، ويمنح العين راحة لا بهرجة.
“النجدي المودرن” أو الطراز السلماني… أسلوب جديد بلا تقليد
أسس المحارب أسلوبًا فريدًا يُعرف اليوم بـ "النجدي المودرن" أو "الطراز السلماني". لم يستنسخ من الغرب، بل استخرج من جذوره. دمج بين التراث والحداثة، وأعاد تشكيل الهوية برؤية معمارية عصرية.
التصميم عند ابراهيم المحارب: مسؤولية لا ترف
كل زخرفة عند ابراهيم المحارب هي توقيع على الهوية، وكل خط هو موقف ثقافي. العمارة ليست جمالًا فقط، بل صدق، وذاكرة، ورؤية مستقبلية.
رسالة الفنان ابراهيم عبدالعزيز المحارب للأجيال القادمة
في أعماله، يوجّه رسالة واضحة:
"لا تخجل من زخارف جدّك، طوّرها، لكن لا تمسحها."
"لا تنسخ من غيرك، استخرج من داخلك."
"اجعل الحداثة امتدادًا لأصالتك، لا بديلًا عنها."
صوت تراثي في زمن الضجيج المعماري
ابراهيم المحارب لا يبني منازل فقط، بل يصنع رموزًا وهوية. كل عمود يصممه هو جسر بين الماضي والمستقبل، تسير عليه الأجيال القادمة مرفوعة الرأس.
تعرف على رؤية الفنان ابراهيم عبدالعزيز المحارب في الحفاظ على الهوية البصرية السعودية من خلال العمارة، وتأسيسه لأسلوب "النجدي المودرن" الذي يجمع بين التراث والحداثة.