العيل بيجي برزقة جملة قالها راجل صعيدى في موقع ما تحت الأنشاء راتبه لا يتجاوز الأربعة الاف جنيه
عنده بنتين واربعة اولاد اكبرهم سنا عمره ثمانية عشر عاما والباقي لم يبلغ سن الرشد بعد جميعهم حاصلين علي الشهادة الأبتدائيه فقط والاربع اولاد يعملون عمال داخل الموقع مشردين من ثيابهم وافكارهم لا يعلمون عن الحياة شيئا سوي الشقاء وكيف يجنون المال حتي لو كان عرقهم دما وكرامتهم تحت اقدام الأخرين يدهسونها دون رحمة .
"العيل بيجي برزقة يا هندسة" جمله قالها ذلك الرجل الصعيدي عند عتابه مع مهندس ما في الموقع بعد التماسه بعض الحزن علي احد اولاد هذا الرجل الذي يعمل بالموقع والذي كان عمره اثنا عشر عاما لا يعيش طفولته بالشكل الصحيح مثل باقي الأطفال .
هل الأطفال يجلبون الرزق
كان يحمل الاخشاب وقتها تحت قسوة الشمس الحامية عليه وتجعلة يتصبب عرقا من جميع جسده لكن الشمس لم تكن وحدها القاسية في ذلك اليوم بل كان هناك ايضا مقاول الأفراد الذي كان يصيح علية دون مبالاته بأنه طفل صغير ويجب أن يكون رفيقا به
ظل الولد يجهد في نفسة في ذلك اليوم خوفا من صياح رئيسه حتي سقط أرضا وسرعان ما جري عليه زملائه ليروا ما به حتي صاح عليهم رئيسهم قائلا أكملوا عملكم وذهب هو حاملا الولد معه علي كتفة وفي طريقه قابل ذاك المهندس واقترب منه ليري حالة الطفل ويطمأن عليه وفي طريقهم حدثه المقاول عن قصة الطفل واخوته وأباه فذهب معه لوالد الطفل ل يعاتبه عن كيف به أن يأتي بولده الصغير الي هذا العمل تاركا دراسته وترعرعه داخل احضان امه وشعوره بدفئها وتربيتها له التربية السليمة التي كان من الممكن ان تغير شيئا في مصيره كيف له أن يحكم علي ابنه ب هذا المستقبل له وأخوته وكيف له ان ينجب كل هؤلاء الأطفال ان لم يكن قادرا علي مصاريفهم وتربيتهم جميعها تربية حسنة لينشئوا نشأة سليمة .
وكان رد الرجل ردا صادما قانعا لعقلة فقط ولمن هم يمتلكون عقلا متشابها لنفس عقمه الفكري
وكان الرد كالاتي
"يا هندسة انا راجل صعيدي لازم يبقي عندي عزوة من صلبي زي ابوي وزي ولد أعمامي والعيل يا هندسة بيجي برزقة"
ظل المهندس وقتها يحاول ان يقنعه بأن أفكاره خاطئة وبأنه ان لم يستطع أن يؤمن لأولاده مستقبلا مريحا غير مليء بالشقاء والتعب غير معتمدا علي الدنيا بأن ينجب لها وهي تربي له اولاده وتعتني بهم ف ليس علية أن ينجبهم من الأساس وتركه لضلالة الفكري وذهب ليحدث مدير الموقع عن كيف له أن يسمح بوجود اطفال لم يبلغوا السن القانوني بعد للعمل في منشئات كهذه وكان يحاول أن يبرر له بأنه يفعل ذلك لمساعدة هؤلاء الرجال لكنه كان يفعل ذلك مسترخص ل ثمن يوميتهم وانهم يكفون بالغرض.
لكن بعد جدال طويل خاضه المهندس مع المدير ف خشاه وقام بتعليق لافته تطبق علي جميع مقاولين الافراد في الموقع
" بعدم السماح بجلب من لم يخرجوا البطاقة الشخصية بعد داخل الموقع" وقام بوضع غرامة مالية علي من يكسر اللافتة
وختاما علي ذلك الموضوع يجب ان تكونوا قد استفدتم وتعلمتم درسا عن مقولة "العيل بيجي برزقة" او علي الأقل استيعاب معناها الصحيح
و يجب علينا وقف تلك الافكار عن العزوة وكثرة الانجاب ان كان لا يمكننا توفير مستقبل مستقل لأولادنا في ظل تلك الظروف التي تخوضها الدولة
يجب علي كل اسرة ان تكون مستقرة في حياتها استقرار تام لكي لا تجعل طفلها يعانى معهم في حياتهم ويكون قادرين على الاهتمام به من جميع الجوانب لـ زرع افكار سليمة داخل عقولهم لكي يتم إنشاء جيل ذو خلق حسن في تلك الزمان الذي تجردت منه الأخلاق والأنسانية .
كتب بواسطة : شادي علي