بقلم الإعلامية /منار أيمن سليم
في زمن أصبح فيه التوازن بين الشغف والعمل حلمًا بعيد المنال، استطاع حسن مصطفى عبد الواحد أن يثبت للجميع أن النجاح لا يتعارض مع الطموح، وأن الشخص قادر على الجمع بين التميز في المجال المهني وتحقيق البطولات الرياضية. هو ليس مجرد اسم معروف في عالم الرخام، بل هو نموذج مشرف لشاب مصري بدأ من الصفر ووصل إلى القمة بإصرار لا يُقهر وعزيمة لا تلين.
يُلقب بـ"ديزل مصر"، ليس فقط لقوته البدنية، ولكن لقوة إرادته التي قادته ليصبح رقم واحد في مصر في تصميم وتنفيذ الرخام، مجال شاق يتطلب دقة وفن وإبداع. لم يكن مجرد عامل أو منفذ، بل كان صاحب رؤية فنية جعلته يضع بصمته في مئات المشاريع التي تحولت من مجرد قطع حجرية إلى لوحات فنية مبهرة.
لكن المفاجأة أن حسن لم يكتفِ بهذا النجاح، بل كان يحمل حلمًا آخر... الرياضة، هوايته التي تحولت إلى ميداليات ورايات مرفوعة. بدأ مشواره الرياضي من الصالات المحلية، ثم لمع نجمه على مستوى القارة، ليحقق بطولة أفريقيا، ويتأهل بعدها للمنافسة في بطولة العالم، وهناك حقق المركز الثالث عالميًا، إنجاز غير مسبوق لم يتحقق بسهولة.
يحكي حسن عن كواليس رحلته إلى بطولة العالم قائلاً: "كنت رايح لوحدي، معتمد على نفسي تمامًا، لا راعٍ ولا دعم. سافرت بإيماني بقدراتي، وبأن الرياضة عمرها ما كانت هتوقفني عن النجاح في شغلي". ورغم انشغاله بالتحضير البدني والنفسي للبطولة، لم يتوقف لحظة عن متابعة عمله في مجال الرخام، فظل يخطط ويتابع التصاميم والمشاريع حتى من خارج مصر، وكأن عقله لا يعرف إلا طريق النجاح.
ورغم كل الضغوط، لم يتنازل حسن عن حلمه ولا عن عمله، بل أصبح اليوم واحدًا من أشهر المصممين والمنفذين في مجال الرخام في مصر، يُطلب بالاسم في المشاريع الكبرى، ويشهد له الجميع بالإتقان والتميز. أما في الرياضة، فاسمه يلمع بين الأبطال، وصورته تتصدر الأخبار كلما ذُكرت بطولات العرب أو العالم.
يقول حسن بلقاء خاص في رسالته التي يوجهها إلى الشباب:
"الرياضة عمرها ما بتعطل، بالعكس دي اللي بتعلمك الالتزام، بتديك طاقة، وبتخليك تعرف تنظم وقتك. مش لازم تبقى بطل عالم، لكن لازم يبقى عندك شغف. الشغل مش هيهرب، لكن صحتك وطموحك محتاجين تغذية، والرياضة هي الغذاء الحقيقي للعقل والجسم."
ما يميز حسن عن غيره هو القدرة على الجمع بين مجالين مختلفين تمامًا: الرياضة، حيث القوة والانضباط؛ والرخام، حيث الفن والدقة. لكنه استطاع ببراعة أن يوفق بينهما، وأن يثبت أن النجاح لا يحتاج إلا إلى هدف واضح، وخطوات ثابتة، ونفس طويل.
واليوم، أصبح حسن مصدر إلهام لكل شاب مصري يسعى لتحقيق ذاته، سواء كان في مجال رياضي أو مهني. قصته تؤكد أن لا شيء مستحيل، وأن البداية قد تكون من ورشة صغيرة أو تمرين شاق، لكنها يمكن أن تصل بك إلى العالمية إذا كنت تؤمن بنفسك وتثابر.