كريم ستين.. (Kreem Steen)صوت من الريف يطرق أبواب المستقبل
في عالم الموسيقى، كثيرون يظنون أن النجاح يحتاج إلى بداية من مدينة كبيرة، أو دعم شركات ضخمة، أو منصات ترويج قوية. لكن تجربة كريم ستين تثبت أن الموهبة الحقيقية لا تحتاج سوى قلب شغوف وصوت صادق.
وُلد كريم في قرية البصراط الصغيرة يوم 17 سبتمبر 2007، في بيئة بسيطة، بعيدة عن أضواء القاهرة وصخب المدن. هناك، حيث الحقول تحيط بكل بيت، وحيث الحياة تسير بإيقاع ثابت، بدأ طفل صغير يحلم بإيقاع آخر… إيقاع موسيقى الراب.
البداية من الصفر
عام 2022 كان نقطة التحول. لم يكن لدى كريم معدات احترافية أو استوديو فاخر، لكنه امتلك شيئًا أهم: الإصرار. في الوقت الذي كان أقرانه يقضون وقتهم بين الدراسة أو اللعب، كان هو يقضي ساعات يكتب الكلمات، يختار القوافي، ويبحث عن الإيقاعات التي تعكس مشاعره وأفكاره.
في البداية، كان الناس ينظرون إليه بشيء من الاستغراب. "شاب صغير من قرية… ماذا يمكن أن يقدم؟" لكن كريم قرر أن يجعل تلك النظرات وقودًا لرحلته.
أغاني تحمل بصمة خاصة
من بين أعماله التي لاقت صدى واسع، برزت أغنيتا "بلبس كلاسيك" و "الستارة"، واللتان أظهرتا أسلوبه الفريد في المزج بين الكلمات المباشرة والرسائل العميقة. في كل مقطع، تشعر وكأنه لا يغني فقط، بل يفتح نافذة إلى داخله، حيث المعاناة والأمل يلتقيان.
أكثر من مجرد موسيقى
كريم ستين لا يرى الراب كمجرد فن، بل كأداة للتعبير وكسر القيود. في مجتمع يضع حدودًا للسن والمكان، جاء ليقول:
"الموهبة لا تُقاس بالبطاقة الشخصية ولا بالعنوان… الموهبة تُقاس بالنبض الذي يكتب الحروف."
الصمود في وجه الانتقادات
لم تكن الرحلة سهلة. واجه كريم انتقادات، سخرية أحيانًا، وحتى محاولات لإحباطه. لكن بدلاً من الانكسار، جعل من تلك التجارب دروسًا. هو يدرك أن كل فنان حقيقي يمر بمحطات اختبار، وأن القمم لا تُصلح إلا لمن تعلّم السير في المنحدرات.
رسالة من الريف إلى العالم
اليوم، يقف كريم ستين كمثال حي على أن الحلم لا يحتاج إذنًا من أحد. من قلب قرية هادئة، يصنع موسيقى تصل إلى هواتف الناس في كل مكان. ربما ما زال في بدايات الطريق، لكن خطواته تحمل صدى أكبر من المسافة التي قطعها.
كما قال في إحدى كلماته العميقة:
"وراء كل ستارة رخيصة في ستارة ارخص .. بيتصارع فئة ضد فئة علي مين فيهم الانقص.. عشان بيتخدوا تشويه الدين ليهم رداء .. يبقى كل الدقون دي تسمى باروكه التحاء"