في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات وتتبدل فيه التحالفات، برزت مصر كدولة صامدة تمضي بثبات وسط عواصف إقليمية وعالمية. ومن يقود هذا المسار بثقة وحنكة هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استطاع خلال سنوات حكمه أن ينقل الدولة المصرية من حالة شبه انهيار بعد 2011، إلى استقرار سياسي واقتصادي نسبي، جعل من مصر لاعبًا إقليميًا لا يمكن تجاوزه.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن ما كان يروّجه تنظيم الإخوان المسلمين عن امتلاكهم لمفاتيح “النهضة” لم يكن سوى شعارات جوفاء اصطدمت بالواقع بمجرد وصولهم إلى سدة الحكم. وعلى النقيض، جاءت التجربة العملية لحكم الرئيس السيسي لتكشف زيف تلك الوعود وتُعرّي ضعف قدرة الإخوان على إدارة الدولة الحديثة.
استعادة الدولة من فوضى الإخوان خلال عام واحد من حكم الجماعة، عاش المصريون أسوأ صور الاستقطاب والانقسام. كانت مؤسسات الدولة مهددة بالأخونة، والدستور أداة في يد فصيل واحد، والتخبط الاقتصادي عنوان المرحلة. ومع ثورة 30 يونيو، استرد الشعب المصري قراره، وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية ثقيلة في ظرف تاريخي دقيق.
مشروعات عملاقة ومبادرات قومية
اليوم، وبعد أكثر من عقد على الثورة، تشهد مصر طفرة تنموية غير مسبوقة، تمثلت في:
• العاصمة الإدارية الجديدة، كنموذج لدولة حديثة متكاملة.
• توسعة قناة السويس، لتعزيز مكانة مصر الاقتصادية.
• مبادرة “حياة كريمة”، التي تستهدف تطوير الريف المصري وتحسين جودة الحياة لأكثر من 60 مليون مواطن.
• شبكات طرق وكباري حديثة وضعت مصر ضمن الدول المتقدمة في البنية التحتية.
• نهضة في قطاع الطاقة، جعلت من مصر مركزًا إقليميًا لتصدير الكهرباء والغاز.
تلك الإنجازات لم تكن مجرد أحلام، بل واقع ملموس يناقض تمامًا الصورة التي رسمها الإخوان عن استحالة التقدم في ظل “الدولة العميقة”.
دبلوماسية متزنة في إقليم مشتعل
على المستوى الخارجي، أظهر الرئيس السيسي قدرًا عاليًا من الحنكة السياسية. ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توترات حادة، من ليبيا إلى السودان مرورًا بغزة وسوريا، حافظت مصر على سياسة خارجية متزنة، بعيدة عن المغامرات، لكنها مؤثرة في عمق القضايا الإقليمية. ملف سد النهضة، ووقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم الاستقرار في ليبيا والسودان، كلها شواهد على دبلوماسية تتسم بالحكمة والهدوء.
أكاذيب الإخوان تتساقط أمام الحقيقة
الإخوان الذين وعدوا بحكم رشيد عادل، لم يتركوا سوى الفوضى والانقسام. أما الرئيس السيسي، فرغم التحديات الاقتصادية، قاد الدولة نحو التماسك والتقدم. الحصيلة واضحة: بنية تحتية حديثة، مؤسسات مستقرة، دبلوماسية نشطة، وجيش قوي يحمي البلاد من التهديدات.
باختصار، الواقع نفسه هو الشاهد الأكبر على كذب الإخوان، وحنكة الرئيس السيسي هي الرد العملي الصامت على كل شعاراتهم.
فالتاريخ لا يُكتب بالشعارات، بل بالإنجازات… وهذا ما تحقق بالفعل