لم يعد الظهور الإعلامي كافيًا لصناعة المصداقية، ولم تعد الشهرة شهادة نزاهة. اسم محمد حسن علي، مذيع برنامج الكرة العالمية على قناة الحدث اليوم، أصبح حاضرًا في نقاشات لا علاقة لها بالرياضة، بل بأسئلة ثقيلة تفرض نفسها بقوة.
خارج الاستوديو، تتداول روايات متكررة على ألسنة أشخاص يقولون إنهم تضرروا من تعاملات قيل إنها قامت على الثقة ثم انتهت بخسائر قاسية. حديث عن وعود، عن أوراق، عن صفقات لم تسر كما كان متوقعًا. روايات لا يمكن تجاهل تكرارها، حتى وإن ظلت — حتى اللحظة — محل جدل.
كيف يصل إعلامي إلى هذه المنطقة الرمادية؟
ولماذا تلاحقه علامات الاستفهام بدلًا من التوضيحات؟
ولماذا انتهى ظهوره على شاشة القناة دون رواية واضحة للرأي العام؟
الأزمة هنا ليست قصة فرد، بل تحذير واضح من ظاهرة أخطر:
حين تتحول الشهرة إلى وسيلة،
وحين تُستغل الثقة العامة كأداة،
وحين يُترك المتضررون وحدهم في مواجهة الخسارة بينما يختفي الصوت الأعلى.
لسنا قضاة، ولا نملك إصدار أحكام. لكننا نملك حق السؤال، وحق التحذير، وحق كشف مناطق الصمت. فالصمت في مثل هذه القضايا لا يحمي أحدًا، بل يفتح الباب لتكرارها.
إلى أن تخرج الحقيقة كاملة، سيبقى السؤال مطروحًا بقوة:
هل كان ما ظهر على الشاشة هو الصورة الكاملة؟
أم أن ما خفي كان أخطر مما قيل؟

